اندهشت ام جعمور عندما اكتشفت صغيرها ابن العاشرة يتبوّل نفطا ، وازداد اندهاشها عندما اكتشفت انه يستطيع ان يتبوّل كميات كبيرة تسد حاجتها اليومية ومايزيد على ذلك كثيرا ، كتمت الامر في البداية ،خاصة واننا في فصل الشتاء ونعاني ازمة نفط ، لم يسبق لها مثيل ,فكانت كلما احتاجت الى اشعال تنورها او تعبئة صوبتها صاحت:
* يمة جعمور الحكنا ..
انتشر الخبر بسرعة، واحتشدت النسوة امام بيت ام دعبول ، يحملن صفائح من مختلف الاحجام ، للحصول على النفط ،جعمور وجدها لعبة مسليّة اعادت له توازنه النفسي المفقود من جراء اهماله من قبل امه وذويه ، وراح يعمل بحيوية ومرح على تلبية احتياجات ابناء المنطقه ،الذين سعدوا بهذا الطفل المعجزة ، وهو يحل واحدة من اعقد ازماتهم
الاعمام قالوا بما انه (ولد ) فهو بالضرورة من سلالتنا المباركة لذلك فان مثانته هي ارث مشروع لنا وقد سبق لجدنا شدهان ان تبول نفطا اسود في العشرينيات من القرن الماضي .
((ثلثين الولد من خاله )) ،كانت هذه هي حجة الاخوال في الاستحواذ على ثلثي العائدات ، الامور لم تقف عند هذا الحد . فالاعمام رفضوا اي نظام فيدرالي لمثانة الصبي وقالوا ان العائدات هي من حصتهم , وان دعبول ومثانته يقعان ضمن مناطق نفوذهم ، اجتمعت الاطراف الاساسية ، واعني بها رؤساء الكتل والاحزاب في الجمعية الوطنية، وقرروا ان عائدات جعمور ملك لكل ابناء الشعب العراقي ، توزع بينهم بالتساوي ، كان هذا اقتراح اللجنة الفنية المشكلة لاعداد مسودة قانون دعبول ، الذي يخضع لحراسة مشددة من القوات الامريكية.
اشتبكت الامور وتصاعدت حدة التنافس ، تدخلت شركات عالمية لدراسة الاحتياطي المخزون في مثانة دعبول وجاء في تقرير هاليبورتون :
((ان الكميات المكتشفة تقدر ب112 مليار برميل ، اما الاحتياطات المتوقعة فقد ترفع جعمور الى صاحب الاحتياط الاول في العالم ،))
جعمور المحتجز في المنطقة الخضراء برفقة امه ومربية امريكية ومجموعة خبراء ، هدد بايقاف الانتاج اذا لم يترك حرا طليقا مع اصدقائه ، يسرح ويمرح في الشوارع ، ولما رفضت جميع الاطراف تلبية مطالبه السخيفة وغير المسئولة ، كونه غير قادر على ادارة مثانته بنفسه ،عمد الصبي الى اتخاذ قرار خطير ، وقام بتنفيذ قراره بعد ساعات ،حيث اطلق العنان ل (صنبوره ) ليتدفق منه نفط مكرر يعتقد انه من نوع البنزين الذي يستخدم كوقود للطائرات ، احترقت المنطقة الخضراء واحترقت المناطق المجاورة لها ،واستمر الحريق يتصاعد ولم تنفع معه كل محاولات الدول العظمى لاخماده بالطائرات المروحية التي ملئت سماء العراق ,,
اطلق جعمور المحاط بالنيران ضحكة طفولية بريئة ، وراح يغني :
* بول بيها وتحترك خليها
ههههههههههههههههههه
__________________