معنى الهجرة:
الهجرة هى الانتقال من بلد يسكنه الإنسان بسبب ظلم أهل البلد له من خلال التضييق عليه وإيذائه لكى يترك دينه وفى هذا قال تعالى على لسان من يريدون الهجرة فى سورة النساء :
" ربنا أخرجنا من هذه القرية الظالم أهلها"
والهجرة من بلد الظلم تكون إلى أرض أخرى من أرض الله الواسعة ليس فيها هذا الظلم وفى هذا قال تعالى بسورة النساء :
"قالوا ألم تكن أرض الله واسعة فتهاجروا فيها"
ومن ثم فالهجرة لها سبب واحد هو الظلم النازل بالإنسان بسبب تمسكه بإسلامه ومن ثم فترك البلد من أجل الرزق أو من أجل متعة أو من أجل شىء أخر لا يسمى هجرة شرعية وإنما انتقال أو سفر.
الهجرة إلى الله
الهجرة إلى الله هى الهجرة فى سبيله ومعناها الهجرة إلى بلاد يعبد فيها الله وحده دون ظلم وفى هذا قال تعالى بسورة النساء"ومن يهاجر فى سبيل الله"أى ومن ينتقل لبلد أخر فى عبادة الله وحده
والهجرة سنة الله فى الرسل(ص) وأتباعهم فكلما أخبر الله رسولا بهلاك قومه أمره بالخروج من البلدة هو ومن آمن معه وقد حدث ذلك مع الكثير من الرسل كموسى (ص) وهارون (ص) لما خرجا ببنى إسرائيل ولوط (ص)لما أخبرته الملائكة بوجوب خروجه والمؤمنين معه من البلدة قبل العذاب وإبراهيم(ص) باعتزاله لقومه ولما يعبدون حتى قال إبراهيم (ص)إنى مهاجر إلى ربى أى إنى مطيع دين إلهى وحده إنه هو العزيز الحكيموفى هذا قال تعالى بسورة العنكبوت"فآمن له لوط وقال إنى مهاجر إلى ربى إنه هو العزيز الحكيم "
ما الهدف من هجرة المسلمين ؟
هدف هجرة المسلم من بلده الظالمة هو ابتغاء فضل الله وهو رضوان الله أى رحمته ونصر الله ورسوله (ص) وفى هذا قال تعالى بسورة الحشر"للفقراء المهاجرين الذين أخرجوا من ديارهم وأموالهم يبتغون فضلا من الله ورضوانا وينصرون الله ورسوله أولئك هم الصادقون"
ماذا يجد المهاجر فى أرض الهجرة؟
يجد المهاجر إلى بلد العدل مراغم كثيرة أى سعة والمراد يجد عدلا تطيب معه الحياة فى الدنيا من الرزق الحلال وفى هذا قال تعالى بسورة النساء"ومن يهاجر فى سبيل الله يجد فى الأرض مراغما كثيرا وسعة "
ماذا ترك المهاجرون ؟
بين الله لنا ان المهاجرين تركوا ديارهم وهى بيوتهم التى كانوا يسكنون بها وتركوا أموالهم وهى أعمالهم التى كانوا ينفقون منها وهى متاجرهم ومزارعهم ومصانعهم وحرفهم وما كسبوه منها طوال سنوات عمرهم الماضية وفى هذا قال تعالى بسورة آل عمران"فاستجاب لهم ربهم أنى لا أضيع عمل عامل منكم من ذكر أو أنثى بعضكم من بعض فالذين هاجروا وأخرجوا من ديارهم وأوذوا فى سبيلى " وقال فى سورة الحشر ""للفقراء المهاجرين الذين أخرجوا من ديارهم وأموالهم"
جزاء المهاجر الميت فى هجرته:
إن من يهاجر فى سبيل الله والمراد من ينتقل من بلده الظالمة إلى بلد أخرى لنصر دين الله أى من يخرج مهاجرا إلى الله ورسوله(ص)والمراد أن من يترك مسكنه منتقلا من دولة الكفر إلى دولة فيها يطبق حكم الله المنزل على نبيه(ص)ثم يدركه الموت أى ثم تلحقه الوفاة أثناء أو بعد انتقاله للدولة فقد وقع أجره على الله والمراد فقد وجبت رحمته بإدخاله الجنة على الله ،ويبين الله أنه غفور رحيم أى نافع مفيد للمهاجر بالجنة وفى هذا قال تعالى بسورة النساء" ومن يخرج مهاجرا إلى الله ورسوله ثم يدركه الموت فقد وقع أجره على الله وكان الله غفورا رحيما"
جزاء المهاجرين
الذين هاجروا فى الله وهم الذين انتقلوا إلى الدار التى يحكمها شرع الله من بعد ما ظلموا أى أوذوا سوف يبوئهم الله أى يعطيهم حسنة فى الدنيا والمراد نصرا فى الأولى وهو حكمهم للأرض وفى الأخرة وهى القيامة أجر وهو الجنة أى رضوان الله مصداق لقوله بسورة التوبة "ورضوان من الله أكبر"وجنة الله أكبر أى أعظم من الدنيا لو كانوا يعلمون أى يعرفون الحق فيطيعونهوفى هذا قال تعالى بسورة النحل"والذين هاجروا فى الله من بعد ما ظلموا لنبوئنهم فى الدنيا حسنة ولأجر الأخرة أكبر لو كانوا يعلمون "
وفسر الله أجر الأخرة بأنه الغفران والرحمة للمهاجرين فقال بسورة النحل"ثم إن ربك للذين هاجروا من بعد ما فتنوا ثم جاهدوا وصبروا إن ربك من بعدها لغفور رحيم"وفسر ه الله بألفاظ أخرى برزق المهاجرين الرزق الحسن وهو المدخل الذى يرضى عنه المهاجرون وهو الجن فقال بسورة الحج"والذين هاجروا فى سبيل الله ثم قتلوا أو ماتوا ليرزقنهم الله رزقا حسنا وإن الله لهو خير الرازقين ليدخلهم مدخلا يرضونه وإن الله لعليم حليم "وفسر الله هذا الأجر الأخر وى بألفاظ أخرى فبين أن يكفر سيئاتهم أى يغفر ذنوبهم ويدخلهم الجنات التى وعدهم بها وفى هذا قال تعالى بسورة آل عمران"فاستجاب لهم ربهم أنى لا أضيع عمل عامل منكم من ذكر أو أنثى بعضكم من بعض فالذين هاجروا وأخرجوا من ديارهم وأوذوا فى سبيلى وقاتلوا وقتلوا لأكفرن عنهم سيئاتهم ولأدخلنهم جنات تجرى من تحتها الأنهار ثوابا من عند الله والله عنده حسن الثواب"
المهاجرون والأنصار قبل الفتح أعظم درجة :
بين الله أن من أنفق من قبل الفتح وقاتل وهو الذى عمل أى صرف ماله وجهده من قبل النصر فى مكة وجاهد العدو لا يستوى أى لا يتساوى مع من أنفقوا من بعد الفتح وقاتلوا وهم من عملوا للإسلام بعد نصر مكة وجاهدوا العدو ويبين أن الأوائل وهو المنفقون المجاهدون من المهاجرين والأنصار قبل الفتح أعظم درجة أى أكبر سلطة وهذا يعنى أن رؤساء المؤمنين كانوا يختارون من بين المسلمين المقاتلين قبل فتح مكة فقط وأما من بعدهم فلم يكن لهم نصيب فى الرئاسة وهى القيادة بسبب تأخر إسلامهم وكلا وعد الله الحسنى والمراد وكلا الفريقين أخبر الرب بدخول الجنةوفى هذا قال تعالى بسورة الحديد "وما لكم ألا تنفقوا فى سبيل الله ولله ميراث السموات والأرض لا يستوى منكم من أنفق من قبل الفتح وقاتل أولئك أعظم درجة من الذين أنفقوا من بعد وقاتلوا وكلا وعد الله الحسنى والله بما تعملون خبير "
المهاجرون أولياء الأنصار
يين الله أن الذين أمنوا أى صدقوا حكم الله وهاجروا أى انتقلوا من مكة وغيرها للمدينة وجاهدوا بأموالهم وأنفسهم والمراد وحاربوا بأملاكهم وذواتهم فى سبيل الله والمراد لنصر حكم الله والذين أووا وهم الذين أسكنوا المهاجرين معهم ونصروا أى وأيدوا المهاجرين ودينهم أولئك وهو المهاجرون والأنصار بعضهم أولياء بعض والمراد بعضهم أنصار لبعض يدافعون عن بعضهم البعض وفى هذا قال تعالى بسورة الأنفال"إن الذين أمنوا وهاجروا وجاهدوا بأموالهم وأنفسهم فى سبيل الله والذين أووا ونصروا أولئك بعضهم أولياء بعض "
لا ولاية للمؤمنين إلا بعد الهجرة
يطلب الله من المؤمنين ألا يتخذوا من المنافقين أولياء والمراد ألا يجعلوا المنافقين أنصار لهم إلا أن يهاجروا فى سبيل الله أى إلا بعد أن ينتقلوا صادقين إلى دين الله أى يصبحوا مؤمنين حقاويبين للمؤمنين أن المنافقين إن تولوا أى كفروا فالواجب هو أخذهم أى إمساكهم أى قتلهم حيث وجدوهم والمراد ذبحهم حيث لقوهم حيث سبق أن أعلنوا إسلامهم ويكرر الله طلبه للمؤمنين ألا يتخذوا من المنافقين وليا أى نصيرا والمراد ألا يجعلوا المذبذبين بين الإسلام والكفر معينين لهم أى ناصرين لهم وفى هذا قال تعالى بسورة الأنفال"ودوا لو تكفرون كما كفروا فتكونون سواء فلا تتخذوا منهم أولياء حتى يهاجروا فى سبيل الله فإن تولوا فخذوهم واقتلوهم حيث وجدتموهم ولا تتخذوا منهم وليا ولا نصيرا
نوعا المهاجرين :
المهاجرون على نوعين :
الأوائل وهم من هاجروا فى بداية الأمر إلى المدينة من مكة وأجوارها
الأواخر وهم من أمنوا بعد ذلك سواء من مكة أو غيرها وهاجروا إلى المدينة حيث دولة الإسلام وفى هذا قال تعالى بسورة الأنفال"والذين أمنوا وهاجروا وجاهدوا فى سبيل الله والذين أووا ونصروا أولئك هم المؤمنون حقا لهم مغفرة ورزق كريم والذين أمنوا من بعد وهاجروا وجاهدوا معكم فأولئك منكم وأولوا الأرحام بعضهم أولياء بعض فى كتاب الله إن الله بكل شىء عليم "
الأنصار يحبون المهاجرين
بين الله أن الذين تبوءوا الدار والإيمان من قبلهم والمراد أن الذين سكنوا المدينة وسبقوا فى التصديق من قبل المهاجرين يحبون من هاجر إليهم والمراد يوادون من انتقل لبلدهم من المهاجرين وهذا يعنى أنهم يكرمونهم ولا يجدون فى أنفسهم حاجة مما أوتوا والمراد ولا يلقون فى أنفسهم كراهية للمهاجرين بسبب ما أعطوا من المال وهو يؤثرون على أنفسهم والمراد وهم يفضلون المهاجرين على أنفسهم ولو كان بهم خصاصة أى حتى لو كان بهم حاجة ضرورية للمال وفى هذا قال تعالى بسورةالحشر"والذين تبوءوا الدار والإيمان من قبلهم يحبون من هاجر إليهم ولا يجدون فى صدورهم حاجة مما أوتوا ويؤثرون على أنفسهم ولو كان بهم خصاصة "
الضعف ليس مبررا لعدم الهجرة
بين الله للمؤمنين أن الذين توفاهم الملائكة ظالمى أنفسهم والمراد أن الذين تنقلهم الملائكة من الدنيا إلى عالم الغيب تسألهم الملائكة:فيم كنتم ؟والمراد كيف عشتم فى الدنيا؟فيجيبون:كنا مستضعفين فى الأرض والمراد كنا أذلاء فى البلاد من السادة نتبع كفرهم فتقول الملائكة لهم ألم تكن أرض الله واسعة فتهاجروا فيها والمراد ألم تكن بلاد الله كثيرة ليس بها ذل فتنتقلوا إلى إحداها حيث الأمن ؟والغرض من السؤال هو إخبارنا أن من يخاف على ضياع إسلامه فى بلد يجب عليه أن يهاجر لبلد أخر يجد فيه الأمان على إسلامه ومن ثم من يكون قادرا على الهجرة من بلاد الكفر ولا يهاجر لبلاد المسلمين يكون كافرا يدخل جهنم بسبب عدم هجرته امتثالا لأمر الله بالهجرة واستثنى الله من الضعفاء الأصناف التالية :ضعاف الرجال والنساء والأولاد الذين لا يعرفون مكرا أى خديعة للهجرة وفسر ذلك بأنهم لا يهتدون سبيلا والمراد لا يجدون طريقة يخرجون بها من بلاد الكفر وفى هذا قال تعالى بسورة النساء"إن الذين توفاهم الملائكة ظالمى أنفسهم قالوا فيم كنتم قالوا كنا مستضعفين فى الأرض قالوا ألم تكن أرض الله واسعة فتهاجروا فيها فأولئك مأواهم جهنم وساءت مصيرا"إلا المستضعفين من الرجال والنساء والولدان لا يستطيعون حيلة ولا يهتدون سبيلا فأولئك عسى الله أن يعفو عنهم وكان الله عفوا غفورا"
هجرة المؤمنات
بين الله للذين آمنوا أنهم إذا جاءتهم المؤمنات مهاجرات فامتحنوهن والمراد إذا أتتهم المصدقات بحكم الله منتقلات لدولتكم فااواجب عليهم أن يختبروهن حتى يتأكدوا من صدق إيمانهن أو عدمه لأن بعض النساء تعلن إيمانها هروبا من زوجها حتى تتركه وبين لهم إنهم إن علمونهن مؤمنات والمراد إن عرفوا أنهن مصدقات عن طريق مراقبة أفعالهن وأقوالهن حقا فالواجب عليهم هو ألا يرجعوهن للكفار والمراد ألا يعيدوهن لدول أزواجهن المكذبين بحكم الله والسبب هو أنهم ليسوا حل لهم والمراد ليست المؤمنات حلال للكفار فى الزواج ولا هم يحلون لهم والمراد ولا الكفار يباح زواجهم للمؤمنات وعلى المؤمنين أن يأتوا ما أنفقوا والمراد أن يعطوا الأزواج الكفار ما أمهروا وهذا يعنى أن على المؤمنة رد المهر لزوجها الكافر ويبين للمؤمنين أن ليس عليهم جناح أى عقاب أن ينكحوهن إذا أتوهن أجورهن والمراد ليس عليهم عقاب أن يتزوجوا المؤمنات المهاجرات إذا أعطوهن المهور التى أوجبها الله لهن ويطلب منهم ألا يمسكوا بعصم الكوافر والمراد ألا يديموا زواج الكافرات وهذا يعنى وجوب ترك من كان متزوج كافرة لها بطلاقها ويبين للمؤمنين أن يسألوا ما أنفقوا والمراد أن يطلبوا ما أمهروا الزوجات الكافرات به فيأخذوه منهن عن طريق دول الكفر التى ترد مهور النساء اللاتى ارتددن عن الإسلام وهربن لدول الكفر للمسلمين وأن يسأل الكفار ما أنفقوا والمراد أن يسترد الأزواج الكفار ما أمهروا المؤمنات المهاجرات من دولة المسلمين التى ترد مهور المؤمنات المهاجرات لدول الكفر ليعطوها للأزواج تلك المؤمنات من الكفار ويبين لهم أن ذلكم وهو ما سبق هو حكم هو فرض أى قضاء الله يحكم به أى يفصل به بينهم فى تلك القضايا وفى هذا قال تعالى بسورةالحشر"يا أيها الذين آمنوا إذا جاءكم المؤمنات مهاجرات فامتحنوهن الله أعلم بإيمانهن فإن علمتموهن مؤمنات فلا ترجعوهن إلى الكفار لا هن حل لهم ولا هم يحلون لهن وأتوهم ما أنفقوا ولا جناح عليكم أن تنكحوهن إذا أتيتموهن أجورهن ولا تمسكوا بعصم الكوافر وسئلوا ما أنفقتم وليسئلوا ما أنفقوا ذلكم حكم الله يحكم بينكم والله عليم حكيم "
زواج النبى(ص) لقريباته المهاجرات
بين الله للنبى (ص)أنه أحل والمراد أباح له جماع أزواجه وهن نسائه اللاتى أتى أجورهن والمراد اللاتى سلم لهن مهورهن وما ملكت يمينه من الفىء وأباح له بالزواج جماع كل من بنات أعمامه وعماته وأخواله وخالاته اللاتى هاجرن معه وهن اللاتى انتقلن معه للمدينة مسلمات وليس لهن أزواج أو راغبين فى زواجهن لأنه مسئول عن الإنفاق عليهن وهن معه فى البيت ويدخل عليهن وفى هذا قال تعالى بسورةالأحزاب"يا أيها النبى إنا أحللنا لك أزواجك اللاتى أتيت أجورهن وما ملكت يمينك مما أفاء الله عليك وبنات عمك وبنات عماتك وبنات خالك وبنات خالاتك اللاتى هاجرن معك "
ايتاء فقراء المهاجرين:
بين الله للمؤمنين أن على أولى الفضل منهم وفسرهم بأنهم أولى السعة أى أصحاب الغنى ألا يأتلوا والمراد ألا يمتنعوا عن إيتاء أى إعطاء المال لكل من أولى القربى وهم أصحاب القرابة من نسب أو زواج أو رضاع والمساكين وهم المحتاجين للمال والمهاجرين وهم المنتقلين من بلدهم لبلد الإسلام فى سبيل الله والمراد فرارا بدين اللهوفى هذا قال تعالى بسورة النور"ولا يأتل أولوا الفضل منكم والسعة أن يؤتوا أولى القربى والمساكين والمهاجرين فى سبيل الله "
الفىء لفقراء المهاجرين:
بين الله للمؤمنين أن الأموال فى تلك المرة من الفىء هى للفقراء المهاجرين وهم العاجزين عن العمل المنتقلين للمدينة الذين أخرجوا من ديارهم وأموالهم والمراد الذين جردوا من مساكنهم وأملاكهم وهم يبتغون فضلا أى رضوان من الله والمراد يريدون أى يرجون رحمة أى ثوابا من اللهالحشر"للفقراء المهاجرين الذين أخرجوا من ديارهم وأموالهم يبتغون فضلا من الله ورضوانا وينصرون الله ورسوله أولئك هم الصادقون "
الوراثة والمهاجرين
بين الله للمؤمنين أن أولوا الأرحام وهم أصحاب القرابة النسبية والزواجية بعضهم أولى أى أحق بوارثة بعض فى كتاب وهو حكم الله من المؤمنين وهم المصدقين أى المهاجرين أى المنتقلين للإسلام من الأغراب وهذا يعنى أن الأقارب بالنسب والزواج وحدهم يتوارثون ويستثنى من ذلك أن يفعلوا إلى أولياءهم معروفا والمراد أن يصنعوا لأنصارهم وصية وهذا يعنى إباحة الوصية للأغراب ببعض المال وكان ذلك وهو الأحكام السابقة فى الكتاب وهو الوحى أى حكم الله مسطورا موجودا وفى هذا قال تعالى بسورة الأحزاب"وأولوا الأرحام بعضهم أولى ببعض فى كتاب الله من المؤمنين والمهاجرين إلا أن تفعلوا إلى أولياءكم معروفا كان ذلك فى الكتاب مسطورا "
وهذا معناه أن هناك حكم سابق من الله بتوارث المهاجرين والأنصار فى بداية الهجرة حتى يتحقق نوع من التوازن المالى بين المسلمين
التوبة على المهاجرين
بين الله لنا أنه قد تاب أى غفر أى رحم كل من النبى (ص)والمهاجرين وهم المنتقلين من بلادهم للمدينة والأنصار وهم المؤيدين لحكم الله فى المدينة وهم الذين اتبعوه فى ساعة العسرة والمراد وهم الذين أطاعوا أمر النبى (ص)بالجهاد فى وقت الشدة أى الضيق من بعد ما كاد يزيغ قلوب فريق منهم وفى هذا قال تعالى بسورة التوبة"لقد تاب الله على النبى والمهاجرين والأنصار الذين اتبعوه فى ساعة العسرة من بعد ما كاد يزيغ قلوب فريق منهم ثم تاب عليهم إنه بهم رءوف رحيم"