راءة فى مسرحية ايفيجينيا فى أوليس
المسرحية من تأليف يوريبيدس والمسرحية من ترجمة أمين سلامة والمجلد الذى يضم المسرحيات به عدة مسرحيات كلها تصب فى حكاية واحدة وهى حرب طروادة والمراد تحكى عن حكاية مأخوذة من تلك الحرب
مسرحيتنا تدور حول أن الجيوش اليونانية وقفت فى منطقة أوليس حيث الممر الضيق فى البحر ولم تقدر على التحرك باتجاه طروادة لأن الربة المزعومة أرتيميس أوقفت هبوب الرياح وحسب المعتقدات تم سؤال العراف كالخاس عن سبب غضب أريتيمس فزعم ان الوحى نزل عليه بأنها تريد قربان بشرى ممثل فى ايفيجينيا ابنة أجاممنون قائد جيوش اليونان حتى تترك الريح تهب فتسير السفن نحو طروادة
المسرحية تدور حول التضحية فالأب أجا ممنون بعد أن وافق على التضحية وأرسل فى طلب ابنته بزعم أنه يريد تزويجها من القائد أخيل عاد ورجع عن قراره وقرر إرسال خطاب لزوجته يخبرها بالحقيقة ويطلب منها ألا ترسل ابنته إلى أوليس ولكن أخاه مينيلاوس خطف الخطاب المختوم من الخادم العجوز الذى كان ذاهبا لزوجة أجاممنون وفضه وعرف ما فيه وحدث أخاه عن العار الذى سيحمله فى حال اراجعه عن ذبح ابنته ولكن أخاه أجاممنون ذكره أن السبب فى هذه الحرب المجنون الفاسقة زوجته هيلين التى فرت مع عشيقها باريس بن بريام لطروادة وعاشا فى الإثم والفاحشة وأن التى يجب ذبحها هى زوجة مينيلاوس وليس ابنته التى لم ترتكب ذنب ومع هذا فسببه مشاركته فى هذه الحرب هو خديعة العهد الذى أخذه الملك الذى زوج بناته الثلاث من الاخوة بعد ان ألزمهم بعهد أن يحارب كل منهم من حارب أزواج بناته الاثنتين الأخريين وهو عهد لم يقم على الحق وإنما قام على الحق والباطل معا
الغريب فى المسرحية هو أن يوريبيديس اعتبر هيلين خائنة فاسقة زانية على لسان أبطال المسرحية فيقول أجاممنون:
واختارت ويا ليتها ما اختارت مينيلاوس بعد ذلك جاء الذى من فروجيا الذى حكم بين الربات كما نقول الأسطورة الأرجوسية جاء إلى اسبرطة باريس فأحب هيلين وأحبته فسرقها وهرب بها إلى حظائر إيدا"
وقال "لست أنا الذى يقتل أولاده ليس من العدالة فى شىء انتقامك هذا من أحل زوجة بالغة الشهوانية"
"بل إنه انت الذى بعد أن فقدت زوجة شريرة تريد أن تستعيدها "
وقال مينيلاوس"أليس بوسعى أن اجد عروسا ممتازة فى أى مكان أخر إذا اشتقت للزواج كيف يتأتى لى أن افقد أخا وهو أخر من يجب أن أفقد وأفوز بهيلين وبذا أشترى الصالح بالطالح كنت مجنونا وفج الذكاء إلى أن ابصرت الأمور عن كثب "
ومع هذا ألف مسرحية أخرى اسمها هيلين موجودة فى نفس المجلد وهى تبرأ ساحة هيلين من جرائم الخيانة والزنى والفجور حيث يقول أن هيلين هربت إلى مصر فى أثناء الأزمة وان من عاشت فى طروادة كانت طيف هيلين أى شبحهها وفى هذا تقول مسرحية هيلين على لسان هيلين:
ولما فازت ترك باريس الايداوى قطعانه وجاء إلى إسبرطة من أجل عروسه من أجلى غير أن هيرا غضبت لعدم فوزها فأطاحت بفرحة الاسكندر بى فى مهب الريح فلم تعطه إياى وإنما صنعت مثلى شبحا يتنفس من مجال السحب لابن بريام يظننى عروسه أنا التى لم أكن كذلك وإنما كنت متعة كاذبة "
المسرحية تدور بعد ذلك حول محاولات الأب والأم وحتى العم مينيلاوس وحتى العريس أخيل لتجنيب أفيجينيا مصير الذبح
الأم لجأت لأخيل العريس أو العروس المزعوم لابنتها فعرف الحيلة وأكد لها أن عليها أن تخاطب زوجها ليتراجع عن الذبح فإن لم يفعل فإنه أى اخيل سوف يقوم بإنقاذها حتى ولو حارب الكل
الأب من جانبه تراجع عن قراره والعم بعد أن كان يريد فضح أخيه أجاممنون عاد لصوابه وأراد ان يقتل العراف ويكذب الوحى المزعوم
الكل حاول أن يجد حلا للمشكلة ولكن الكل وجدوا جميعا أن العامة سوف يقومون بقتلهم جميعا لأنهم كذبوا الوحى ومن ثم تراجع الكل عن الحلول التى وجدوها لأنهم وجدوا الحلول تعنى أن يقاتلوا الشعوب وهم عدة أفراد ومن ثم جاء الحل عن طريق الابنة المطلوبة للذبح وهى أنها قدمت نفسها إلى الكاهن أى العراف ليقوم بطقوس تقديمها كقربان أرتيميس ومن ثم كان الحل فير المتوقع أن الربة المزعومة بعد أن وجدت الابنة قدمت نفسها برضا نفس أرسلت بدلا منها تضحية حيوانية هى غزالة ذهبية كبيرة ولم تذبح رفعت أفيجينيا إلى السماء لتكون ربة من ضمن الأرباب المزعومة وهو ما أفرح العائلة
المسرحية بهذا تعالج نقطتين :
الأولى أن المصير المحتوم الذى قرره الله وهو عندهم الآلهة المزعومة لا فرار منه مهما حاول الخلق
الثانى أن العامة أو الغوغاء كما يقول البعض عنهم يقتلون الحكام لو عارضوا الوحى بعد أن نشره الحكام وصدقوه وغضبتهم فى مجال الدين هى غضبة مفسدة لأى تدبير
إذا استعمال الدين الكاذب سلاح ذو حدين للحكام قد يطيح بهم فعندما يقرر الحكام عن طريق الكهان حكما فليس هناك مجال للتراجع عن هذا الحكم لأنه تكذيب صريح للأرباب المزعومين الذين لا وجود لهم وهم موجودين عند العامة وإن لم يكن لهم وجود عند الحكام