رضا البطاوى
الجنس : عدد الرسائل : 4660 العمر : 56 الدولة : مصر نجمات : 34026 تاريخ التسجيل : 24/01/2010
| موضوع: قراءة فى مقال هستيريا السبت 11 مايو 2024, 11:08 am | |
| قراءة فى مقال هستيريا صاحب المقال اياد العطار وهو يدور حول مرض نفسى له أعراض متعددة أهمها الغرابة فى ردود الفعل وقد استهب المقال بتعريفه فقال : "الهستيريا باختصار شديد هي تدفق غير مسيطر عليه للعواطف والانفعالات وتعد مرضا ذو انعكاسات نفسية وجسدية فترى أحدهم يصاب بالعمى أو الصمم أو الشلل أو تعتريه أزمة صحية طارئة من دون وجود سبب ظاهري أو باطني أي أن التحليلات الطبية تثبت أن هذا الشخص سليم تماما من ناحية الجسد ومع هذا فهو يعاني من عوارض مرضية شديدة ومتكررة. هذا هو التعريف العلمي المختصر لكلمة لهستيريا " وتحدث عن أن الناس يستخدمون الكلمة فى التعبير عن فقد الفرد سيطرته على نفسه فقال : " لكن الناس لا تستخدم الكلمة للدلالة على المرض النفسي فقط بل يمتد مضمونها ليشمل حتى الأناس العاديين حين يفلت زمام عواطفهم وانفعالاتهم فيقال مثلا بأن فلان من الناس أصيب بنوبة بكاء أو ضحك أو غضب هستيري." وتحدث عن الهستيريا قد تكون فردية أو جماعية فقال : "والهستيريا قد لا تصيب شخصا واحدا فقط بل تمتد لتصيب مجموعة من الناس كالوباء فتعرف عندها بالهستيريا الجماعية وغالبا ما تكون هذه الهستيريا بمثابة ردة فعل على شعور بالخوف أو القلق أو التهديد. " قطعا لا يوجد مرض نفسى اسمه فقد السيطرة على النفس وإنما هو حالة عادية يتخذ فيه الفرد قرارا برد فعل ما يبدو غريبا كالضحك أو البكاء أو تكسير الأشياء أو ضرب من يقابله .... بالطبع هو لا يفقد إرادته وإنما يتخذ قرارا خاطئا ظنا منه أن هذا العلاج للمشكلة أو هذا ما يخفف حدتها عنده وتقسيم الهستيريا لجماعية وفردية خطأ فهى فردية فقط وعندما يفعل إنسان أخر أو عدة اشخاص مثله نفس الأعمال فهم يقلدونه أو يواسونه كما يظنون وكل الأخطاء هى اعتمادا على اتباع أى تقليد الذنب الأول وهو ذنب لإبليس حيث يقلده الناس بعده وتحدث عن أن المرض يتخذ أشكالا غريبة منها الرقص وقد تحدث عن ذلك فقال : "وفي مقالنا المختصر هذا سنتطرق لبعض أشهر وأغرب حالات الهستيريا الجماعية الموثقة قديما أو حديثا. "هستيريا الرقص الوبائي هل يمكن للرقص أن يتحول إلى وباء؟! مؤرخو أوروبا العصور الوسطى ذكروا عدة حالات عما عرف بأسم "الرقص الوبائي" أشهرها وأكثرها توثيقا هي تلك التي وقعت عام 1518. القصة كلها بدأت بامرأة تدعى السيدة تروفيا أخذت ترقص فجأة في أحد شوارع مدينة ستراسبوغ الواقعة في إقليم الالزاس بشمال فرنسا وسرعان ما أنضم إليها أناس آخرون. الغريب في هذا الرقص أنه كان من دون دعوة ولا داعي ومن دون غناء ولا موسيقى .. ومع هذا ومع كل ساعة تمر كان المزيد والمزيد من الناس ينضمون إلى السيدة تروفيا في رقصها المحموم حتى حدثت ضجة كبرى في المدينة. الأعجب من ذلك أن هؤلاء الراقصون من الرجال والنساء استمروا بالرقص من دون أي توقف لساعات وساعات ليل ونهار ولأيام متوالية .. إلى درجة أن البعض منهم خر مغشيا عليه من شدة الإنهاك والتعب ومات قسم منهم لتعرضهم لأزمات قلبية قاتلة. السيدة تروفيا توقفت بعد ستة أيام كاملة ومتواصلة من الرقص لكن ذلك لم يعني نهاية الوباء إذ كان هناك الآن مئات الأشخاص يرقصون بشكل جنوني في شوارع المدينة. رجال الدين وأهل الحل والعقد في المدينة تكلموا باستفاضة مع الراقصين حاولوا أقناعهم بالتوقف تارة بالحسنى وحينا بالقوة لكن دون جدوى إذ استمر الرقص بلا هوادة. شهود العيان الذين عاصروا وواكبوا ذلك الحدث العجيب ذكروا أمورا في غاية الغرابة منها أن أولئك الراقصين كانوا في حالة تشبه اللاوعي وأن انفعالاتهم وحركاتهم كانت لا إرادية. ولسبب ما كانوا لا يطيقون النظر إلى اللون الأحمر ويبدءون بالتصرف بعنف وعدوانية إذا شاهدوه وطبعا لأننا نتكلم هنا عن أحداث وقعت في القرن السادس عشر الميلادي حيث كان إيمان الناس بالماورائيات قويا ومتأصلا لذلك تم ربط هذا الرقص الهستيري العجيب بالسحر واللعنات السوداء .. لكن مجلس المدينة لم يكن يخلو على ما يبدو من عقلاء كانوا يبحثون عن تفسير أكثر منطقية لذا قرروا طلب المشورة من بعض الأطباء فكان رأي الأطباء بأن ما يحدث له علاقة بارتفاع نسبة الدم الفاسد في أجساد الراقصين وكان الفصد هو الطريقة المستعملة آنذاك للتخلص من الدم الفاسد لكنه كان متعذرا بالنسبة لهؤلاء الراقصين الذين يتقافزون يمينا وشمالا فأقترح الأطباء عوضا عن ذلك أن يترك الراقصون لحال سبيلهم حتى يحرقوا ذلك الدم الفاسد بالحركة المستمرة. وهذا ما كان حيث تم أخلاء الشوارع من أجل الراقصين وتم بناء منصة خشبية كبيرة ليرقصوا عليها وتم جمع الموسيقيين من أرجاء المدينة ليعزفوا لهم بلا توقف كلما تعب فريق حل آخر مكانه .. وهكذا تحول الأمر إلى حفلة راقصة كبيرة!. بمرور الأيام بدأ الراقصون يتساقطون واحدا تلو الآخر أما بسبب الإنهاك الشديد أو موتا جراء الجفاف والأزمات القلبية وبنهاية الشهر كان الأمر قد انتهى. رغم مرور مئات السنين على ذلك الحدث الموثق في سجلات الكنيسة ومجلس المدينة والمعزز بروايات المؤرخين المأخوذة عن شهود العيان .. إلا أن الجدل لا يزال مستمرا حول سبب وقوعه. أطباء اليوم لا يوافقون على نظرية الدم الفاسد القديمة ويقدمون نظرية أخرى قائمة على أساس أن ما حدث سببه نوع من الفطريات التي تنمو على القمح المتعفن ربما كان هناك الكثير من القمح المتعفن في المدينة آنذاك بسبب بعض الظروف البيئية أو رداءة الخزن فتكاثرت نسبة الفطريات إلى مستويات عالية مما تسبب بحدوث نوع من التسمم الجماعي الذي أثر على تصرفات وانفعالات المصابين خصوصا حين نعلم أن هذه الفطريات منتجة لمادة كيميائية تدخل في صناعة أقوى عقاقير الهلوسة التي نعرفها اليوم. هناك نظرية أخرى تذهب إلى أن ذلك الرقص الجماعي كان بمثابة رد فعل على بعض الظروف المأساوية التي أحاطت بذلك العصر كالمجاعات والحروب والأوبئة أي أن القلق والضغط النفسي الشديد تفجر أخيرا على شكل نوبات من الرقص الهستيري. أيا ما كان السبب فأن وباء الرقص ذاك كان واحدا من أكثر حوادث التاريخ غرابة." قطعا الحكاية كما قدمها العطار لا يمكن تصديقها فلا يمكن لإنسان أن يظل فى حركة مستمرة حتى ليومين دون نوم أو إرهاق ولا يمكن لأى كان يظل حيا متيقظا بدون نوم لمدة ست أيام كتروفيا التى بدأ الرقص بها فهذه معجزة وزمن المعجزات انتهى بمنعها فى عصر محمد(ص) كما قال تعالى : " وما منعنا أن نرسل بالآيات إلا أن كذب بها الأولون" قطعا يمكن تزوير السجلات والشهادات وكل شىء فالورق ورقنا والبلد بلدنا ومن الممكن أن يقوم فرد بكتابة الحكاية على ورق مشابه ويجعلها ضمن السجلات وقص علينا حكاية الضحك الجماعى فقال : "هستيريا الضحك في عام 1962 ومن إحدى المدارس الثانوية للبنات في إقليم تنجانيقا الواقع في تنزانيا حاليا أنطلق واحد من أغرب الأوبئة التي عرفها العالم .. بدأت القصة عندما سردت إحدى الطالبات نكتة لزميلاتها فضحكن عليها أمر عادي يحدث في جميع المدارس لكن الغير عادي أبدا هو أن يستمر الضحك على هذه النكتة لساعات وأيام وأسابيع .. يا لها من نكتة قوية!. هذا الضحك المستمر أوقع أهالي الطالبات في حيرة عظيمة فلماذا لا تتوقف بناتهم عن الضحك؟! .. الأدهى من ذلك أن هذا الضحك الجنوني بدأ ينتشر كالعدوى من طالبة إلى آخر وفي خلال أقل من أسبوع كان هناك 95 طالبة يضحكن بلا توقف من مجموع طالبات المدرسة البالغ عددهن 158 مما أضطر إدارة المدرسة إلى إغلاقها مؤقتا. لكن الأمر لم يتوقف عند هذا الحد إذ انتقلت العدوى إلى مدارس أخرى ومدن أخرى وحتى دول أخرى وبلغ عدد المصابين من البنات والبنين أكثر من ألف شخص مما أضطر الحكومة إلى إغلاق 14 مدرسة. الوباء الغريب تميز بالضحك المتواصل لمدد طويلة تتراوح ما بين بضعة ساعات إلى 16 يوم أحيانا ذلك الضحك كان يعتريه بعض البكاء والانفعالات الحادة كالركض الهستيري وأغلب المصابين كانوا من المراهقين الذين تتراوح أعمارهم بين 12 - 18 عاما وأستمر الوباء لمدة ثمانية أشهر تقريبا قبل أن يختفي. بحسب بعض الباحثين الذين درسوا هذا الوباء فأن السبب وراءه هو شعور الطلبة في تنجانيقا بالقلق الشديد فعام 1962 شهد استقلال الإقليم عن بريطانيا وكان لدى الآباء والمعلمين توقعات كبيرة من أبنائهم وطلابهم لكي يكونوا دراسيا على مستوى الحدث مما وضع هؤلاء الطلبة تحت ضغط نفسي شديد أنفجر فجأة في سورة من الضحك الهستيري." قطعا هذا خبر صحفى ليس عليه أى دليل وإنما هو من ضمن الاشاعات التى يطلقها البعض وكثير من ألأخبار التى تنشر هناك وهناك ليس عليها أى دليل فمن المحال أن يستمر إنسان فى الضحك ايام متواصلة وبدون اكل أو شرب أو نوم الحكاية هى من بين الأخبار التى تنشرها الصحافة لزيادة مبيعاتها من الصحيفة وتحدث عن هستيريا الرعب من الصفاح فقال : "هستيريا سفاح هاليفاكس لعل أكثر أنواع الهستيريا انتقالا وتفشيا بين الناس كالوباء هي هستيريا الخوف أذكر في طفولتي كان هناك سفاح مخيف طليق في بغداد يدعى أبو طبر أدخل الرعب إلى كل منزل بالمدينة ومع أني كنت صغيرا جدا آنذاك لكني ما زلت أذكر ذلك الترقب والرعب المرتسم على الوجوه مع حلول الظلام وكيف كانت الشوارع تخلو من المارة وتغرق في ظلام وصمت مزعج وثقيل. مدينة هاليفاكس في انجلترا عرفت رعبا مماثلا عام 1938 عندما قالت سيدتان بأن رجلا يحمل مطرقة من المطاط هاجمهما في أحد الشوارع. وسرعان ما توالت مزاعم التعرض لهجوم من قبل المعتدي الغامض. بعض الضحايا قالوا بأن المهاجم يحمل سكينا أو موس حلاقة. أخبار المهاجم المجهول انتشرت كالنار في الهشيم في طول المدينة وعرضها فتسببت برعب شديد حتى أن الناس انتظموا في مجموعات لحماية أنفسهم وتعرض بضعة أشخاص غرباء لضرب مبرح بسبب شك الناس فيهم. وأغلقت المتاجر والمحال أبوابها وخلت الطرقات من المارة. الحياة في هاليفاكس توقفت كليا أو كادت .. وعانت شرطة المدينة في العثور على أي رأس خيط يمكن أن يوصلها إلى المعتدي مما أضطرها في النهاية إلى طلب العون من سكوتلانديارد. ضباط سكوتلانديارد راحوا يستجوبون الضحايا الذين تعرضوا للاعتداء ولم يطل الوقت حتى أعترف أحدهم بأنه لم يتعرض لأي اعتداء وبأنه اختلق الأمر من أجل جذب الانتباه وتوالت الاعترافات من قبل آخرين ليتبين في النهاية بأنه لم يكن هناك أي معتدي أساسا وأن جميع القصص مختلقة بشكل أو بآخر وأن الأمر برمته ليس سوى هستيريا جماعية وهكذا فأنه بدل القبض على المهاجم المجهول فقد قبضت سكوتلانديارد على خمسة من الضحايا المزعومين وزجت بهم في السجن بتهمة تعكير صفو الأمن العام. ومن هذه الحكاية يتبين أن الخوف كان نتاج شىء لا وجود له فلم يكن هناك سفاح وإنما كذبة أطلقها أحدهم وحكى حكاية أخرى مشابهة فقال : "هذه الحادثة شبيهة بواحدة أخرى عرفتها لندن عام 1788 عندما انتشرت قصص عن رجل ضخم الجثة يهاجم النساء بواسطة سكين صغيرة مثبتة على ركبته يستخدمها بطعنهن في أردافهن. أكثر من خمسين امرأة زعمن تعرضهن للاعتداء من قبل هذا الرجل وكن في معظمهن من النساء الجميلات الثريات. هذه الاعتداءات تسبب بموجة رعب في المدينة حتى صارت النساء تخشى السير في الشوارع وأصبح مجرد تقدم أي رجل غريب من امرأة ليكلمها مدعاة لرعب عارم وقد يتسبب في فقدان السيدة لوعيها لشدة خوفها. صحف ذلك الزمان ساعدت في انتشار قصة هذا المهاجم المخيف بعد أن أطلقت عليه أسم "وحش لندن" لكنه في الحقيقة لم يكن سوى وحشا من ورق إذ أن تحقيقات الشرطة كشفت بأن معظم مزاعم التعرض للاعتداء مختلقة واعترفت عدة نساء من الضحايا بأنهن قمن بجرح أنفسهن أو تقطيع ملابسهن من أجل جذب الانتباه فبما أن ذلك الوحش المزعوم لم يكن يطارد ويهاجم سوى السيدات الجميلات لذا فأن العديد من نساء لندن تمنين لو أنهن كن من بين ضحايا الوحش لكي يتم تصنيفهن ضمن خانة الجميلات!!. ومع أنه تم ألقاء القبض عام 1790 على رجل يدعى راينك وليمز ووجهت له رسميا تهمة التسبب ببعض تلك الاعتداءات ونال حكما بالسجن لستة أعوام إلا أنه أغلب الباحثين اليوم يقولون بأن قصة "وحش" لندن مختلقة برمتها أوفي جزء كبير منها." غذا الحكايات هى مجرد اشاعات وبدون سبب واقعى وتحدث عن انتشار اشاعات مختلفة تتسبب فى كوارث اقتصادية أو مكاسب هائلة للبعض فقال : "ختاما .. \ثمة أنواع وأشكال متعددة للهستيريا الجماعية فقد يتسبب هلع التجار والمستثمرين والمودعين في البنوك بتدمير اقتصاد بلد بأسرها وتحطيم عملتها بسبب خوف لا يتعدى في حقيقته مجرد إشاعات .. وهذه من أنواع الهستيريا التي عايشتها بنفسي. والكراهية أيضا شكل من أشكال الهستيريا فتجد قوما يحقدون على قوم آخرين بشدة من دون وجود سبب وجيه للكراهية سوى اختلاف العقيدة أو القومية أو التوجه الفكري .. هناك أحيانا شرائح وأطياف واسعة من مجتمع معين تدخل في حالة هستيريا جماعية بحيث تنقلب أحوالها رأسا على عقب وتنفصل عن واقعها تماما فتبدأ بالرقص بلا توقف على "الوحده ونص" بسبب عفونة تسربت إلى إدراكها الجمعي. عن نفسي أقابل كل يوم أشخاص هستيريين وليس شرطا أن يبدو الهستيري كالمجنون لا هم أشخاص عاديون في هيئتهم لكن علامتهم أنهم كمؤشر البوصلة لا يحيدون عن اتجاه فكري واحد أوحد لا يتقبلون شيئا سواه ترى وجناتهم تحمر وأوداجهم تنتفخ والشرر يتطاير من ألسنتهم وأعينهم لمجرد اختلاف المقابل عنهم في الرأي والفكر .. لماذا كل هذه الهستيريا من حولنا لا أعرف .. لم أعد أعرف شيئا أصلا هذه الأيام صرت أقف أمام المرآة فلا أعرف نفسي! وما أصعب أن تقف أمام مرآة وتبحث عن نفسك بلا جدوى .. لعلي أنا أيضا مصاب بالهستيريا .. " قطعا ساهم وسائل الإعلام فى العصور المختلفة فى حدوق تلك الحالات الانفعالية والقرارات الخاطئة من الناس | |
|